حرب الأفيون .. وحروب القات
يمنات
حسين الوادعي
لا تزال تجربة الصين في اجتثاث زراعة و تعاطى الأفيون في الصين واحدة من اهم قصص النجاح في تاريخ محاربة المخدرات.
ان 70%على الأقل من الصينيين مدمنين على الأفيون غارقين في الفقر والتخلف والأمية (وهو نفس الوضع في اليمن مع مخدر القات اليوم) بعد أن نجحت الدول الاستعماريه في إيقاع الصينيين في هاوية الادمان، وشنت حربين لفرض زراعة واستهلاك الافيون داخل الصين.
بدأت حرب ماو ضد الافيون منذ الأيام الأولى له في السلطه.
صحيح انه اهتم بالتعليم و الصحه و التصنيع لكن القضاء على الافيون كان واحده من اهم اولوياته لأنه لا يمكن تحقيق اي تنمية او تغيير قبل القضاء على الادمان الجماعي للمخدرات (ما أشبه يمن اليوم بصين الأمس) .
كانت تجربه القضاء على الافيون فريدة.
فلم تعتمد على التشريعات أو الحبس أو الإعدامات الجماعيه بقدر ما اعتمدت على التجييش الثوري والاجتماعي لكل الشباب و المواطنين المتحمسين للثوره بحيث طلبت من كل شاب ثوري التوقف عن تعاطي الافيون وان يدفعوا غيرهم من الشباب و المواطنين للاقلاع هذا المخدر.
كان للحرب الصينية ضد الأفيون مكونين رئيسيين هما:
” الاجتثاث الصارم” و ” العقاب المتسامح”.
و المقصود بالاجتثاث الصارم ان الحكومة الصينيه تشددت جدا في استئصال في زراعه الافيون وعقوبات صارمة ضد باروناته. لكن الصين تسامحت جدا مع الملايين من مدمني المخدر.
وكان الشعار الشهير لماو يقول ان العدو هو الأفيون و ليس مدمن الأفيون (بالصيغة اليمنية العدو هو القات وليس المولعي) وهكذا اخضعت الحكومه الصينيه ملايين المدمنين لعلاج مجاني في عيادات علاج من الادمان.
كما خلقت الحكومة ثقافه ثوريه جديده تركز على العمل و الابداع بدلا من الاستسلام لاوهام المخدرات.
استمرت حرب استئصال الأفيون حوالي 4 سنوات من عام 1949 حتى عام 1952 في نهايتها اصبحت الصين خاليه تماما من زراعه و تعاطي الافيون.
ولست أرى وسيلة لاجتثاث مخدر القات من اليمن السعيد غير طريقة الصينيين في التجييش المجتمعي والاجتثاث الصارم (مع إعادة زراعة العنب والبن والمنتجات الزراعية المفيدة )والعقاب المتسامح
لكل ضحية أدمنت هذا المخدر الجماعي.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.